Full width home advertisement

Travel the world

Climb the mountains

Post Page Advertisement [Top]


إن سيرة القديس الشهيد ماربقطر شو ، نور يضئ أمامنا الطريق فى هذه الأيام التى نعيشها ، والأيام القادمة التى يقول فيها المسيح له المجد وهى السابقة مباشرة لمجيئه الثانى : ( متى جاء ابن الإنسـان لعله يجد الإيمان على الأرض ) لو 18 : 8 . مباركة هذه السيرة العطرة للقديس الشهيد مار بقطر شو ، فلتشملنا بركاته ولتنفعنا حياته وصلواتهالقديس الشهيد ماربقطر شو إنه بطل من أبطال الإيمان فى كنيستنا القبطية ، ولفظ شو نسبة إلى البلدة التى ولد بها القديس ، راجين من الله أن يجعلها سبب بركة للجميع ولتكن لمجد اسمه القدوس إلى الأبد آمين
ميــلاده وعائلته
ولد القديس فى بلدة من تخوم أسيوط وتدعى شو ، وحالياً دير شو تابع لمركز أبنوب محافظة أسيوط ، من أبوين مسيحيين محبين للمسيح كانت أمه تدعى مرثا ، أما أبوه فاسمه غير معروف بالتدقيق ، ولكن جده أبا والده يدعى بقطر ، كان والده قائداًً كبيراًً ببلدة شو وتحت قيادته الكثير من الجند ، وكان الملك والوالى يحبانه كثيراًً ويقدمان له الكثير من العطايا والهدايا ، وكان له الكثير من الخدم والعبيد الذين يخدمونه ، وكان غنياً جداً .وكانا والدا القديس رغم غناهما لم يكن للمال محبة فى قلبهما ، وكانا يعبدان الله بخوف ورعدة ، وبهذا ينطبق عليهما قول الكتاب المقدس : من هو الإنسان الخائف الرب يعلمه طريقاً يختاره ، نفسه فى الخير تبيت و نسله يرث الأرض ( مز 25 : 12 - 13 ) .وكانت الأم تصلى دائماً وتقول : إلهى الحنون ، ربى يسوع أشكرك ، وأمجد إسمك لأجل عظيم محبتك وكثرة رحمتك التى تغمرنى فإنى أهب لك ذاتى وإرادتى وحياتى كلها طول الأيام حتى تدبرها ، ولتكن مشيئتك وإرادتك وأعطينى أن يكون لى فكرك ، وقدِّس نفسى وفكرى وحواسى . آمين .والأب أيضا مع رتبته الكبيرة كان متضعاً ومنسحقاً جداً أمام الله وملتصقاً به فى حب مستمر بكل تدقيق وحرص . فكانا بحق يتمثلان بزكريا وأليصابات اللذين كانا باران أمام الله ( لو 1: 6 ).
تصـدقهما على الفقـراء
( المعطى المسرور يحبه الرب )2 كو 9 : 7 . كانا الأبوان يحبان العطاء كثيراً ، وكانت كل أموالهما لخدمة الكنائس وإعالة الفقراء وإطعام المساكين ، وكان بيتهما يمتلئ كل يوم بالفقراء من أهل بلدتهم والبلاد المجاورة ، وكانت عطاياهم تقدم بسخاء وفى الخفاء ، لأنهم أعطوا قلوبهم أولاً للرب
اشــتياقهما للإنجــاب
ومع كثرة أموالهما وإستقامة حياتهما فى طريق الله لم يكن لهما ولداًً ، فكانا يشتاقان أن يكون لهما نسلاً يربياه فى طاعة الله ، فكانا يصليان بلجاجة أمام الله .وفى أحد الأيام ذهبت أمه مرثا إلى الكنيسة كعادتها لحضور القداس وسمعت المزمور القائل : البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن عطية منه ( مز 127 : 3 ) ، فصلت فى داخلها بعمق قائلة : يارب يا من افتقد سارة بعد شيخوختها ، وأعطيت أليصابات بعد كبر ، أذكر ضعفى ولا تأخذنى بكثرة خطاياى وليكن الابن الذى تعطينى إياه نذراً لك يخدم بيتك طول أيام حياته .وهنا أحست بسلام عجيب وأيقنت أن الرب سوف يفتقدها . وفى مساء نفس اليوم أعلن الله للوالدين رؤيا واحدة علما منها أنه إستجاب لصلواتهما وسيعطيهما ولداً ، وفرحا الإثنان فرحاً عظيماً جداً
ولادة القديـس
" عظم الرب الصنيع معنا فصرنا فرحين "( مز 125 : 3 )وفى اليوم التاسع من شهر بشنس ولدت مرثا ابناً وسـمياه بإسـم بقطـر جـده ، وكم كان فـرح الأب الذى أنشـد : باركى يا نفسـى الـرب وكل ما فى باطـنى ليبارك اسـمه القدوس ، باركى يا نفسـى الرب ولا تنسى كل حسناته (مز 102 : 1 ، 2) .وصنع الأب وليمة كبيرة ودعا أهل البلدة وقام بخدمتهم هو وعبيده سبعة أيام كاملة . ووزعت صدقات كثيرة وأموالاً طائلة على الفقراء والكنائس .
عمــــــــــاد القديس
وذهبا بالطفل إلى الكنيسة لينال سر العماد المقدس ، وأثناء إتمام السر رأت الأم ملائكة نورانية قد استلمت الطفل من يد الأسقف فارتعدت وباركت الرب وأعلمت زوجها فعرفا أن الصبى سيكون له شأن عظيم ، ونذراه للرب وعلامة نذرهما أنه لا يحلق شعره طوال حياته ليكن مكرساً للرب
نشأة القديس
الصديق كالشجرة المغروسة على مجارى المياه تعطى ثمرها فى حينه (مز 1 : 3). وأخذ بقطر ينمو فى النعمة وكان وجهه منيراً تظهر عليه نعمة الله ، ووضع والده فى عنقه قلادة من ذهب وسلمه لمعلمين عظام ليعلموه الكتاب المقدس ويسلموه الألحان الكنسية ، وكان صوته عذباً وسيرته ملائكية ولذلك أحبه كل من رآه فى قصر والده وكانت الملائكة تحرسه لكى ينمو فى النعمة والبركة
التحاقه بالجندية
كبر الفتى بقطر وأصبح شاباً وكان يسير كسيده ، والتحق بالجندية وكان الرب معه كما كان مع يوسف فصار رجلاً ناجحاً ، وأصبح يترقى حتى أنه وصل إلى رتبة والده قائد كبير وهو فى سن صغير ، وكان كل جنوده يحبونه ، والوالى كان معجباً بسلوكه وبطولاته وكان يقربه إليه فى كل محفل ، وفى حياته فى الجندية لم ينس الرب بل كانت الصلاة منهجه ، وكلمة الله سلاحه ، والصليب شعاره وسر نصـرته ، خادماً لكل اخوته الضـعفاء والمحتاجين بكل أمانة
الاضطهاد
سيكون لكم فى العالم ضيق . ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ) يو 16 : 33 .( وحدث أن الملك دقلديانوس جحد الإيمان بالمسيح وعبد آلهة وثنية . ولم يكتف بهذا بل أصدر أوامره لكل المملكة ولجميع الحكام والولاة الذين بالبلاد بعبادة الأوثان والتبخير لها فى كل المدن . وخضع بعض الناس لأوامره وذهبوا لمعابد الأوثان ليقدموا لها السجود مع البخور والقرابين ، أما المسيحيون المؤمنون فكانوا شاخصين إلى المدينة التى صانعها وبارئها الله ولم يخوروا ولم يضعفوا ، بل رفضـوا أوامـر الملك وأعلنوا عبادتهم للملك المسيح وحده . فأصدر دقلديانوس أوامره بقتل جميع المسيحيين بالسيف وتعذيبهم أشد أنواع العذابات ، كما جاء فى الكتاب المقدس : رُجموا نشروا جربوا ماتوا قتلاً بالسيف طافوا فى جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم )عب 11 : 37 ، 38 ( كما أمر دقلديانوس بحرق الكتب المقدسة وهدم الكنائس وكان ضيقاً عظيماً ، وتقدم المؤمنون للإستشهاد بإيمان قوى .
موقف القديس من العذاب
لم يفقد القديس سلامه بل كان يرفع نظره إلى السماء متأملاً فى قوله : إنى سأسكن فيهم و أسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لى شعباً )2 كو 6 : 16 (. وكان بقطر يأخذ أجساد الشهداء ويدفنها بكل إكرام كما كان يقوى الذين هم فى السجون ويقول لهم : إن خفة ضـيقتنا الوقتيـة تنشـئ لنا أكـثر فأكـثر ثقـل مجـداً أبـدياً ) 2 كو 4 : 17 (. ويذكرهم بعناية الرب لهم : لا أتركك ولا أهملك يقول الرب )عب 13 : 5 (. ويرفع أنظارهم إلى مجد السماويات : غير ناظرين إلى الأشياء التى ترى بل إلى التى لا ترى لأن التى ترى وقتية و أما التى لا ترى فأبدية ) 2كو 4 : 18 (. وكم ثبت كثيرين فى الإيمان وعزى كثيرين متمثلاً بسيده
إسـتدعاء الوالى للقديس
وأخذ أدخيانوس الوالى وهو الأمير المسئول عن قطاع الصعيد يجول فى البلاد يبحث عن المسيحيين فى كل مكان حتى وصل إلى شو ، فخرج النائب وجميع الأجناد لإستقباله والإنصياع لأوامره ووشوا بالقديس لدى الوالى الذى إغتاظ جداً وللوقت أرسل فى طلبه ثم ألقى به فى السجنوالداه يقوياه على احتمال الآلاموسمع والداه بذلك فذهبا إلى القديس وأخذا يشجعانه بآيات كثيرة من الكتاب المقدس ويقوياه على أن يسلك طريق الشهادة للرب يسوع وكان فى داخلهم إيمان عميق وكان والده كمثل أبينا إبراهيم الذى يدفع ابنه للشهادة وقال له أبوه:
( تشدد وتشجع وكن رجلاً ) 1مل 2 : 2 .وقالت له مرثا أمه : تذكر يا بنى قول معلمنا بولس الرسول : ( من سيفصلنا عن محبة المسيح أشده أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عرى أم خطر أم سيف فإنى متيقن أنه لا موت ولا حياة . ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصـلنا عن محبة الله التى فى المسـيح يسـوع ربنــا ) رو 8 : 35 ، 38 ، 39 . ورفع القديس نظره إلى أبيه وأمه وقال : ( الرب نورى وخلاصى ممن أخاف ، الرب حصن حياتى ممن أرتعب ) وعانق والديه بحب وقال باتضاع : لتكن إرادة الله وصليا من أجلى لكى يقوينى إلهى وإستودعاه وذهبا بسلام .
صـلاة القديس
( اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة ) مت 26 : 41 ، ووقف القديس ليصلى بحرارة ودموع معترفاً بضعفه واثقاً من إلهه القوى ويقول : من الأعماق صرخت إليك يارب ، يارب نج نفسى ، قونى واحفظنى شاهداً لاسمك الطاهر إلى آخر نسمة فى حياتى . ويعود يبكت نفسه على تقصيره أمام تحننات الرب عليه ويقول : ويلى أنا الإنسان الشقى من ينقذنى من جسد هذا الموت ، ولكن يارب لا أملك سوى رحمتك وتحننك علىّ . وطلب من الرب أن يعينه ويساعده فى طريق الشهادة
ظهور رئيس الملائكة ميخائيل للقديس
وفيما هو يصلى ظهر له ملاك الرب وقال له : السلام لك أيها القوى ، تقوَّ بالرب ولا تخف . أنا ميخائيل رئيس الملائكة قد أرسلنى الرب إليك لكيما أكون معك فلا تخف أيها القديس بقطر هوذا الرب يجعل اسمك شائعاً مميزاً فى كل مكان تمضى إليه ، وها أنا أكون معك وأقويك حتى تغلب هذا الملك المنافق وأوثانه ، ولن أفارقك حتى تأخذ إكليل الشهادة غير المضمحل فى ملكوت السموات ، كما أن الكنيسة التى يدفن فيها جسدك الطاهر قال الرب : إنى لا أفارقها إلى الأبد وأشفى كل من يأتى إليها بأمانة من جميع الأمراض التى تكون به . وبعد هذا فرح القديس وشكر الرب الذى عزاه وقوى ضعفه وامتلأ قلبه بالسلام ومضى من عنده الملاك .
القديس أمام الوالى
ولما وقف القديس أمام الوالى أخذ يلاطفه بكلام ظاهره جميل ، وطلب منه أن يبخر للأوثان ويسجد لها . فأجاب القديس : أنا مسيحى والكتاب المقدس يقول : للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد . فقال له الوالى بأسلوب هادئ : أنك لن تخسر شيئاً بسجودك للآلهه . فرد القديس : بل أخسر كل شئ ، لأنه ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وأخيراً خسـر نفسه . وأخذ الوالى يتمالك أعصابه ويتظاهر بحبه له ووعـده بعطـايا كثيرة إذا هو نفذ هذا الأمر البسيط . فقال له القديس : كيف لى أن افعل هذا الشر العظيم ، فلتكن عطاياك لك وأما قلبى فهو للرب ، إنى أحسب كل شئ خسارة من أجل فضل معرفة ربى يسوع المسيح الذى من أجله خسرت كل شئ وأنا احسبها نفاية لكى أربح المسيح وأوجد فيه ( فيلبى 3 : 8 ، 9 ) . وهنا غضب الوالى وقال له : إنى أستحلفك بالذى تتكلم عنه أن تدع عنك هذا العصيان وتتعقل وتبخر لآلهة الملك وإلا أعذبك عذاباً أليماً وأقتلك أشر قتلة . فأجابه القديس : أيها الوحش الردىء لا تذكر اسم إلهى على فمك الذى تنجـس بعبادة الآلهة التى لا تحس ولا تشـعر ثم أن عذابك ووعيدك لا يؤثران فىّ لأنه ( إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت فإن عشنا أو متنا فللرب نحن ) رو 14 : 8 .وغضب الوالى غضباً شديداً وأخذ يفكر كيف يجبره على ترك المسيح ، وأشفق الوالى عليه لصغر سنه أو كان عنده شئ من الأمل أن يسجد للأصنام فلم يأمر بتعذيبه ، بل أوثقه وأدخله السجن
ورأى القديس أشياء لا ينطق بها
وفيما هو يصلى فى السجن وهو مربوط بسلاسل من حديد وعلى باب السجن حراس وإذ ملاك الرب قد أقبل ونور شديد أضاء فى السجن ، وأخذ القديس وأصعده إلى أعلا حيث مساكن القديسين إلى الفردوس السماء الثالثة وهناك رأى “ ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه “ )1 كو 2: 9 (.طوباك يا ماربقطر يا من تشبهت بيوحنا الرائى وتشبهت بالقديسين وهم فى وسط الفردوس يتمتعون بالمدينة التى صانعها وبارئها الله تمجد اسمه فى كل الدهور وإلى الأبد . وفى الغد طلبه الوالى ليكمل محاكمته فلم يجده فى السجن ، مع أن الأبواب كانت مغلقة والحراس منتبهون ، وهنا احتار السجان واضطرب وأبلغ الوالى مسرعاً . فغضب الوالى غضباً شديداً واتهم السجان والحراس القائمين على السـجن بالتواطـؤ فى هرب القديس ، وأمر بسجنهم وتعذيبهم ، أما الوالى فكان فى حيرة شديدة .. يا ترى ما الذى حدث . . . ؟! وما تفسير هذا . . . ؟! . . أسئلة كثيرة تدور برأسه .

وبعد ستة أيام حدث شئ جعل الوالى والحراس القائمين على السجن يرتعدون ، فإذ بالقديس قد حضر داخل السجن والأبواب موصدة ، وسمعوه يرنم ويسبح قائلاً :أباركك يا ربى يسوع المسيح ……يسوع حياتى .. يسوع ملــكى .. يسوع معونتى يسوع مجدى .. يسوع قــوتى .. يسوع عمـادى يسوع ملجأى .. يسوع ناصرى .. يسوع تهليــلى يسوع موضع راحتى . . يسوع ميراثى وخلاصى يسوع كمال فدخل إليه الحراس وسألوه قائلين : أين كنت يا سيدى بقطر ؟ وكيف أتيت ؟ ها هم زملائنا فى السجن من أجلك ، نتوسلك أن تعلمنا بما حدث ؟ . أما هو فكان وجهه منيراً بنور سماوى لم يروا مثله قط ، ولم يستطيعوا النظر إليه . وأما القديس فكان ناظراً إليهم بعطف وصمت .
القديس بقطر أمام الوالى مرة أخرى
أخذوا القديس وأتوا به إلى الوالى ، وسمع الناس فتبعه جمع كثير ، منهم من كان ناقماً ويريد أن يتشفى ، ومنهم من جاء يستطلع الأمر فقط ، ومنهم من كانت قلوبهم ملآنة بالإيمان وتشتاق لرؤية القديس وتأمل أن تنال إكليل الشهادة مثله . ولما رآه الوالى ارتعد من منظره ، وطلب منه أن يجحد مســيحه حالاً وإلا أهلكه ، فنظر إليه القديس بنظرة حانية . ارتعدت منها أوصال الوالى فأمر بتعذيبه أشد عذاب ، وأمر أن يُجلد .وأخذ الجلادون يجلدونه بكل قوتهم والقديس صابر على كل هذا، وكان يتأمل ويشكر إلهه الذى أهّله أن يجلد كما هو جلد وتمزق جسده من السياط وسالت الدماء غزيرة . وبعد الجلد نظر إلى السماء وإذ بآثار الجلدات قد اختفى وبُرئ تماماً ، الأمر الذى جعل الجلادين أنفسهم آمنوا بالرب يسوع ، فغضب الوالى جداً وأمر بقطع رؤوسهم جميعاً فنالوا إكليل الشهادة واستشاط غضب الوالى وجن جنونه وقال : خذوه وضعوا فى منخريه وفخذيه الحديد المحمى بالنار لأنه بسحر أفلت من الجلد ولكن لن يفلت من الحرق . واحترق جسد القديس من الحديد وهو صامت فى صبر واحتمال عجيبين ثم طرحوه فى السجن . وفى السجن فرح القديس بهذا العذاب الذى يقربه أكثر واكثر إلى الإلتصاق بسيده ، وبينما هو يصلى ويطلب المعونة الإلهية إذ بروح الرب يرف فوق هذا القلب المجروح ، ويرسل له رئيس الملائكة ميخائيل الذى لمس جسده فبرئ فى الحال .ووقف وقضى باقى الليل كله فى الصلاة والتسبيح وفى الغد أمر الوالى بإحضاره أمامه لكى يسخر منه ومن إلهه الذى ظن أنه لم يستطع أن ينقذه من يده . ونظر الوالى وتسمرت رجلاه إذ القديس يسير معافى تماما ، وكاد عقل الوالى يطير وأمرهم بدفعه لكل صنوف العذاب ، وآمن كثيرون بالرب فى ذلك اليوم على يد القديس ، وكان الرب يشفى القديس من كل ما لحق به من عذاب وأما القديس فكان يسبح ويمجد الله واحتار الوالى وفكر فى إرسال القديس إلى الملك دقلديانوس لعله يستطع أن يقهره
القديس أمام الملك دقلديانوس
ولا تهتموا من قبل لكى تحتجوا لأننى أنا أعطيكم فماً وحكمة لا يقـدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها ( لو 21 : 14 ، 15 ). فلما حضر أمام الملك سأله قائلاًَ : أأنت بقطر الذى من شو ؟ وأجاب بنعمة الله : أنا عبد يسوع المسيح ، فقال الملك : عرفنى لماذا تركت عنك الجندية واخترت لنفسك العذاب والهوان ؟ ثم أخذ الملك يلاطفه مرة بالوعد . وأخر بالوعيد وفى كل هذا لم ينثن القديس عن عزمه فهدده الملك بأشد أنواع العذاب ، فرد القديس : بأنى لا أخشى العذاب ولا أهاب الموت لأن الموت ربح لى ( فيلبى 1 : 2 ) أيها الملك ليس لك سلطان إلا على جسدى فقط فافعل به ما تشاء .وحلف له الملك قائلا : بحق الآلهة أبلون وزفس وأرطاميس وعظمة مملكتى وعظمة ملوك الروم إن سمعت لى أجعلك رئيساً على أجناد كثيرة ، وأجعلك وزيراً ورئيساً كريماً فى بلادك ، ولا يقدر أحد أن يفعل شيئاً إلا بإذنك ، وأقيمك على مملكتى ، ووكيلاً على خزائن المملكة فرد القديس : لو جعلت تحت يدى هذا الملك ، ودفعت مال الأرض كلها ، ما تركت سيدى يسوع المسيح هذا الذى سينتقم منك لسفك دم القديسين فإلهى هو الذى رفعك وجعلك ملكاً وأقامك بين عظماء الروم . فلماذا أنت تضطهده ؟ ثم لعن له أوثانه وآلهته فاغتاظ الملك وفكر كيف يقهره ، وأشار عليه مشيروه أن يرسلوه إلى أمير أسيوط مع رسالة حيث يوصيه أن يعرض عليه عبادة الأوثان وإلا يهلكه
السـفر إلى أسـيوط
أخذوا القديس وكبلوه بالسلاسل ووضعوه فى قاع المركب ، ووسط وداع المؤمنين الذين اصطفوا باكين قائلين: اذكرنا فى المساكن العلوية التى أنت ماضٍ إليها . وأما الجند ففكت الشراع وسارت والقديس يسبح الله ، ومضت ستة أيام ولم يذق القديس طعـاماً وهو فى هذا العذاب وصرخ من أعماقه : يا سيدى يسوع المسيح أعنى لأنى معذب جداً . وللوقت أتاه رئيس الملائكة ميخائيل وحل وثاقه وأطعمه من خيرات ملكوت السموات وقواه وقال : تقوى ولا تخف هوذا الرب قد أرسلنى لأكون معك فى كل مكان تمضى إليه ، وسيجرى الرب على يديك قوات وعجائب كثيرة فى المكان الذى تذهب إليه ، ومضى الملاك .وأما الجند فلما أبصروا القديس محلولاً من قيوده وثبوا عليه وأعادوا القيود فى يديه وفى رجليه وتركوه ومضوا أربعة وعشرين يوماً حتى وصلوا إلى أسيوط .
القديس أمام أمـير أسـيوط
لأنه بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله (أع 14 : 22 )،
وظل القديس فى السجن أربعة أيام حتى طلبه الأمير وكان له 28 يوماً لم يذق أكلاً منذ أتاه رئيس الملائكة ميخائيل ، وقرأ الأمير الرسالة وقال للقديس : لماذا خالفت والى شو ؟ إعلم أنك إذا سمعت لى جعلتك فى منزلة عالية واكتب للملك أن يعطيك الولاية على إحدى المدن . فصرخ القديس ــ وهو يتذكر تجربة الشيطان لسيده الرب يسوع ــ بأعلى صوته : إن مملكة هذه الدنيا زائلة ، والذهب يفنى ، والثياب تبلى ، وحُسن الجسد يفسد ويأكله الدود ويتلاشى فى القبور ، ولذا يجب علىَّ أن لا أترك سيدى يسوع المسيح خالق السموات والأرض ورازق كل ذى جسد .. وأعبد الأوثان الحجارة التى يسكنها إبليس . فغضب الأمير وأمر بإلقائه فى السجن

عجائب القديس فى داخل السجن
وسمع الناس فتقاطروا إلى داخل السجن ليتباركوا من القديس بقطر وعجائب كثيرة أجراها الرب على يديه داخل السجن


عذابات .. وعذابات
وسمع الأمير بتلك العجائب فاغتاظ وقال ماذا أفعل بهذا الشاب وقد أتعبنى جداً ، هوذا كثيرون قد آمنوا وضلوا بسحره ولكن سوف أحطمه وأفنيه ، واخذ يفكر فى طريقة جديدة للعذاب

يربطه فى ذيل حصان
وطـلب أن يربط فى ذيل حصان ويدورون به فى المواضع ، ويسرع بالصعود إلى قرية تسمى أبيسيديا - ريفا حالياً تابع مركز أسيوط - وأخذت الخيل تجره على الطريق الوعرالجبلية وبسرعة فائقة وظلوا هكذا حتى تناثر لحمه ونزل دمه ليقدس هذا الطريق وتلك الأرض التى ارتوت بدماء شهدائنا والقديس فى كل هذا صابراً وشاخصاً إلى السماء يشكر حبيبه يسوع المسيح الذى أهله أن يهان من أجل اسمه القدوس وكان الليل قد أمسى حيث وصلوا به إلى ريفا فأخذوا القديس بكل قسوة وطرحوه فى سجن مظلم حتى الصباح وكان القديس منهك القوى بين حى وميت

تعزياتك تلذذ نفسى
فى منتصف الليل وقد نام الأشرار فى بيوتهم والوالى يتمرغ فى الخطيئة والدنس ، ولكن العين الساهرة التى لساكن السموات التى لا تنعس ولا تنام تراقب حركات الأشرار وتستهزئ بهم ، ويترقب فى حنو أنات ذلك القديس المجروح ، وأذناه تنصت إلى أناته الممزوجة بالفرح والشوق لنيل إكليل الشهادة ، وفجأة أبرق نور عظيم فى السجن وإذ ملاك الرب وقف بالقديس ولمسه وأوقفه على قدميه وقال له : يا بقطر تشدد ولا تخف ، قد قبل الرب كل آلامك وسوف يُريحك من أتعابك غداً ، لقد كُتب اسمك فى سفر الحياة . حينئذ تهللت روح القديس فيه ورفرف فؤاده وشفى كل جسده وأخذ يمجد الله ويسبحه

إكليل الشهادة


وفى الصباح طلبوا القديس فوجدوه سليم ومعافى فاندهشـوا وأناس كثيرين مجدوا الله وآمنوا باسم الرب يسوع ، وأما قائد الجند فطلب منه بغيظ وقسوة أن يسجد للأوثان ، لكنه رفض فقدمه للسياف ولم يهمه الأمر وأحب أن يذيقه عذابا أكثر فذهبوا به إلى قرية موشا حيث هناك مستوقد الحمام الذى قاموا يحمونه وكان يعذب فيه المسيحيين ووصل القديس وكله شوق للقاء يسوع ونفسه تقول : ( لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح ذاك افضل جداً ) فيلبى 1 : 23 .ورأى مستوقد الحمام الذى قاموا يحمونه أضعافاً أضعافاً ونظر القديس فى صمت طالباً من الرب أن يساعده ويعطيه الصبر
استشهاد القديس
وحينما اقتربت لحظة اللقاء ، طلب من الجند أن يدعوه يصلى أولاً وبسط يديه وصلى للربّ ، ورأى ملائكة كثيرين وهم يرددون طوباك .. طوباك ، قد دخلت ملكوت السماوات . والتفت القديس إلى الجند وقال لهم : اكملوا ما قد أمرتم به . فأوثقوه وألقوه فى المستوقد وأخذ يصلى فى وسط النار متشبهاً بالفتية الثلاثة فى آتون النار .وأكمل صبره الحسن وشهادته السعيدة وأسلم روحة الطاهرة ونال إكليل الشهادة مع الشهداء والصديقين وكان هذا اليوم يوافق 5 كيهك .صوت الرب يقطع لـهيب الناروأتى بعض المسيحيون خفية إلى جسد القديس ومجدوا الله كثيراً إذ رأوا القديس لم تمسه النار ، ولا شعرة واحدة من شعره قد احترقت ، بل كان كمثل الإنسان النائم ، فاخذوا الجسد بكل حفاوة وإكرام أخفوه إلى انقضاء زمن الاضطهاد


 وظل القديس فى السجن أربعة أيام حتى طلبه الأمير وكان له 28 يوماً لم يذق أكلاً منذ أتاه رئيس الملائكة ميخائيل ، وقرأ الأمير الرسالة وقال للقديس : لماذا خالفت والى شو ؟ إعلم أنك إذا سمعت لى جعلتك فى منزلة عالية واكتب للملك أن يعطيك الولاية على إحدى المدن . فصرخ القديس ــ وهو يتذكر تجربة الشيطان لسيده الرب يسوع ــ بأعلى صوته : إن مملكة هذه الدنيا زائلة ، والذهب يفنى ، والثياب تبلى ، وحُسن الجسد يفسد ويأكله الدود ويتلاشى فى القبور ، ولذا يجب علىَّ أن لا أترك سيدى يسوع المسيح خالق السموات والأرض ورازق كل ذى جسد .. وأعبد الأوثان الحجارة التى يسكنها إبليس . فغضب الأمير وأمر بإلقائه فى السجن

وسمع الأمير بتلك العجائب فاغتاظ وقال ماذا أفعل بهذا الشاب وقد أتعبنى جداً ، هوذا كثيرون قد آمنوا وضلوا بسحره ولكن سوف أحطمه وأفنيه ، واخذ يفكر فى طريقة جديدة للعذاب
وطـلب أن يربط فى ذيل حصان ويدورون به فى المواضع ، ويسرع بالصعود إلى قرية تسمى أبيسيديا - ريفا حالياً تابع مركز أسيوط - وأخذت الخيل تجره على الطريق الوعرالجبلية وبسرعة فائقة وظلوا هكذا حتى تناثر لحمه ونزل دمه ليقدس هذا الطريق وتلك الأرض التى ارتوت بدماء شهدائنا والقديس فى كل هذا صابراً وشاخصاً إلى السماء يشكر حبيبه يسوع المسيح الذى أهله أن يهان من أجل اسمه القدوس وكان الليل قد أمسى حيث وصلوا به إلى ريفا فأخذوا القديس بكل قسوة وطرحوه فى سجن مظلم حتى الصباح وكان القديس منهك القوى بين حى وميت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Bottom Ad [Post Page]

| Designed by Colorlib