كيف ندرس الكتاب المقدس ؟
مقدمة في رسالة تيطس
مقدمة في سفر عوبديا
مقدمة في سفر يوئيل
مقدمة في سفر عاموس
كيف ندرس الكتاب المقدس؟
هناك طرق عديدة ومتنوعة لدراسة الكتاب المقدس بهدف الحياة به وتطبيقه في كل أمور حياتنا.
وهذه الطريقة هي إحدى الطرق البسيطة التي تمكنك من التعامل مع أي من نصوص الكتاب المقدس بحرية وهدوء، وتمكنك من معرفة رسالة الله لك بكل وضوح من خلال خطوات ثلاث هي:
الخطوة الأولى: الملاحظة (قراءة)
وتتمثل في قراءة النص مرات عديدة بهدف الوصول إلى بعض الأفكار الهامة من أجل فهم النص وتطبيقه عملياً في حياتنا:
تعرف على نوع النص هل هو قصصي ، تاريخي ، نبوي ، تشريعي أو تعليمي؟ فكل من هذه الأنواع يعبر عن الحق الكتابي بطريقة مميزة.
2. النظرة العامة:
+ ما هو انطباعك الأول بعد قراءة النص؟
+ تتبع الأفكار ولاحظ الفكرة الرئيسية التي يدور حولها النص.
+ حدد الأجزاء التي بها تغير في المكان ، الحدث الرئيسي، الأشخاص ، الأفكار، عنون كل جزء.
+ تخيل كاتب النص أمامك وتريد أن تستفسر منه عن أجزاء صعبة، كلمات غير مفهومة ... الخ. ما هي أسئلتك؟ اكتبها لتفتح الدراسة أمامك. لا تجيب عليها الآن.
أحذر
- التخمين
- الأسئلة التي ليس لها مدلول.
3. 6 أسئلة لملاحظة النص (الأصدقاء الستة)
1. من؟ لمعرفة الشخصيات.
2. أين؟ لمعرفة المكان.
3. متى؟ لمعرفة الزمان.
4. ماذا؟ لمعرفة الحدث، المعلومة ، الحجة، الشعور، الرؤية.
5. كيف؟ لمعرفة طريقة الله والناس في عمل شئ ما. أو طريقة التعامل.
6. لماذا؟ لمعرفة هدف الحدث، تصرفات الناس ، عمل الله.
لذلك: لمعرفة نتيجة الحدث وينبغي أن نبحث عنها صراحة في النص.
الخطوة الثانية: الفهم
وهو استيضاح معنى ودلالة كل نقطة من النقاط التي جمعتها في المرحلة السابقة (الملاحظة).
أ) تصور نفسك في الموقف المذكور واسأل نفسك:
1- ماذا كان يعني هذا النص للذين كتب لهم آنذاك؟
2- ماذا كان هدف الكاتب عند كتابته؟
3- ابحث عن خط يربط بين الحقائق والأفكار التي لاحظتها.
4- ما هي الرسالة التي أراد الكاتب أن يستقبلها قرائه وأن يعرفوها؟
5- اختبر فهمك من خلال 3 مبادئ:
1) الإحساس الطبيعي: الفهم البسيط
2) الإحساس الأصلي: الفهم التاريخي
3) الإحساس العام: الفهم المتناغم، الفهم العام لروح الكتاب.
ب) افعل ما بوسعك ... ثم ارجع للمراجع.
- استعمل : قواميس ، فهرس الكتاب المقدس ، أطلس ، مراجع التعبيرات المتخصصة والعادات و الأحداث التاريخية.
- لا تستعمل: كتب تفسير إلا بعد أن تكون قد بذلت افضل ما عندك للوصول إلى الفهم، وعندئذ حاول قراءة عدة تفاسير لتحصل على وجهات نظر متعددة.
ج) لا تدع أفكار هذه الكتب تلغي النتائج التي توصلت إليها في بحثك بل ناقشها.
الخطوة الثالثة : التطبيق (الحياة)
وهو الهدف الأساسي من دراستنا للكتاب، وأي دراسة -مهما كانت - لا تنتهي بالتطبيق هي دراسة جافة لا قيمة لها.
أ) إن عمل الروح القدس ومحاولة استخدامنا لمواهبنا في ملاحظة وفهم الكتاب المقدس هما اللذان يحضرا الكتاب المقدس إلى الحياة فعلياً. فعلينا الآن أن نعيش ما أرشدنا الله إلى فهمه.
ب) ابحث عن نقاط تلاقي مع الحياة الآن:
1. كيف نشبه نحن الأشخاص الموصوفين أو المخاطبين في النص؟
2. كيف تشبه مشاكلنا مشاكلهم؟
3. هل يعني تعامل الله معهم شيئاً لنا؟
4. كيف يؤثر رد فعلهم الإيجابي أو السلبي تجاه الله في تصرفاتنا؟
ج) للتطبيق شروط هامة هي:
1- أن يكون كتابيا: مبني على أساس واضح من ملاحظة وفهم النص.
2- أن يكون واقعياً لا خياليا: مناسباً للتعامل مع الواقع الحاضر.
3- أن يكون محدداً لا عاماً: بتفاصيل تطبيقية مناسبة فلا نضع معاني واسعة.
4- روحياً : وليس حرفياً لأن التطبيق الحرفي الساذج يشوه النص.
د) للتطبيق ثلاث مستويات:
1- أفكار: كيف يضيف النص إلى فهمنا من التعاليم؟
2- أحاسيس: ردود الأفعال الداخلية لكلمة الله.
3- أعمال: هي المظهر الخارجي لعمل كلمة الله في حياتنا.
ه) أحضر حياتك للكتاب المقدس: فكر في التطبيق العام للكنيسة ، في التطبيق الخاص بمجموعتك الصغيرة، في التطبيق الخاص بك شخصياً.
- كيف تعيش حياتك على حق الإنجيل؟
- ابحث في النص عن:
· وعد تتمسك به.
· وصية تقوم بتنفيذها.
· خطية لكي تتجنبها.
· صلاة تقوم بترديدها.
والآن وقد درسنا معاً هذه الطريقة للدراسة الشخصية أو الدراسة في مجموعات صغيرة والتي تتطلب بذل القليل من الجهد من أجل ملاحظة وفهم وتطبيق النص الكتابي، ولكنها تأتي بنتائج باهرة في تقوية علاقة الشخص بالكتاب المقدس ودراسته ، وبمرور الوقت تتحول إلى أسلوب شخصي يتمثل في عدم ترك أي نص أو آية كتابية أو كلمة في الكتاب المقدس دون محاولة الوصول إلى فهم واضح لها.
أما الوصايا العشر من أجل جلسة درس كتاب مقدس ناجحة فتتمثل في الآتي (خاصة بخادم المجموعة الصغيرة لدرس الكتاب المقدس):
الوصية الأولى: اقرن جميع خطوات التجهيز والتحضير بالصلاة.
الوصية الثانية:
احضر قبل الجلسة بفترة مناسبة وتأكد أن:
1. المكان جيد الإضاءة.
2. المكان جيد التهوية.
3. الكراسي مريحة عددها مساو أو يزيد قليلاً عن عدد الأعضاء.
4. تفضل الموائد الواسعة المستديرة أو البيضاوية ويمكن استخدام الموائد المربعة.
5. هناك كتب مقدسة متوفرة ذات أحرف واضحة .
6. توافر نسخ من الأسئلة المعدة سابقاً لتوزيعها على الأعضاء.
استقبل الأعضاء بوجه بشوش وكلمات ترحيب مناسبة.
الوصية الرابعة: التزم بالوقت المحدد – ابدأ في موعدك مهما كان عدد الأعضاء – أعط لكل سؤال زمنه المناسب والمحدد سابقاً – انتهي في الوقت المحدد.
الوصية الخامسة: اجعل الأعضاء يقرءون النص أكثر من مرة بالتناوب وبلغة سليمة وتشكيل مضبوط..
الوصية السادسة: اختار الأسئلة جيداً، واعلم أن السؤال الجيد هو الذي يفرض على الأعضاء التفكير والعودة لقراءة النص. سؤال على الأقل لكل من الملاحظة والفهم والتطبيق.
الوصية السابعة: شجع الآخرين على المشاركة – لا تنفرد بالحديث طويلاً ، ولا تجعل أحد الأعضاء ينفرد بالحديث كثيراً.
الوصية الثامنة: ارشد بذوق ولطف، إياك أن تحرج أحداً، أو تحاول أن تسخر من أحد.
الوصية التاسعة: وضح النقاط الصعبة أو الغامضة، وفي حالة عدم معرفتك اعترف بذلك وحاول الاستعانة بالآخرين.
الوصية العاشرة: اهتم بنقاط التطبيق بصفة خاصة وحول الدراسة إلى حياة معاشة.
الكتاب المقدس
نعم ؛ إن من قرأ الكتاب المقدس وتأثر به يكن له في قلبه مكانة عظيمة ويشعر بأهميته القصوى للحياة. ولا أظن أنه يستطيع أن يحيا حياة حقيقية بدون هذا الكتاب العظيم.
ولذلك ، وبنفس الطريقة التي حاول بها الشيطان أن يسقط حواء: "أحقاً قال الله" (تك 3 : 1)، يحاول اليوم أن يهاجم أبناء الله بنفس الحيلة:"هل الكتاب المقدس هو حقاً كلمة الله؟" فهو يعلم أن الكتاب المقدس هو القادر بقوته وسلطانه أن يقوض مملكة الشر ويقضي على سلطان إبليس. ولذا فقد حاول عبر العصور أن يستخدم كل أسلحته لينال من هذا الكتاب ولكن دون جدوى فقد ثبت وانتشر واثر في العالم ونفوس البشر بطريقة لم يسبق لها مثيل.
ولكثرة ما تعرض له الكتاب المقدس من هجوم أصبح الكتاب الوحيد الذي لا يخشى شيئاً فقد انتصر على كل ضروب النقض والتشكيك حتى أنه لم يبقى للمعارضين أن يقولوا شيئا جديداً، ولذا افخر يا عزيزي الشاب فكتابك قد انتصر على كل عدو حاول أن ينال منه ولا يوجد سؤال أو تشكيك إلا وإجاباته حاضرة تماماً. إننا اليوم نشكر الله من أجل أنه يحول كل شر إلى خير، فقد أظهرت حملات الهجوم الشرسة الشريرة قوة هذا الكتاب العظيم بدلاً من أن تنال منه.
ولكن ، ورغم كل ذلك ما زال هناك من يسال هل من الممكن أن يصيب هذا الكتاب أي تحريف أو تغيير أو تعديل أو أن يكون قد أصابه التحريف في فترات سابقة؟ وما هي الشهادات العلمية والتاريخية والنبوية التي تؤكد على صدقه؟
وسوف نتناول في هذه الكلمات شهادات قليلة من كثير ، تؤكد استحالة أن يصيب الكتاب أي تحريف، منها شهادة المخطوطات الكثيرة ، وشهادة العلم ، والتاريخ والنبوات.
1. شهادة المخطوطات الكثيرة:
يقول روبرتس في كتابه عن نقد العهد الجديد (عن كتاب ثقتي في الكتاب المقدس):" إنه يوجد نحو عشرة آلاف مخطوطة للفولجاتا اليونانية، وعلى الأقل ألف مخطوطة من الترجمات القديمة ونحو 5300 مخطوطة يونانية للعهد القديم بكامله، كما يوجد لدينا 24 ألف مخطوطة لأجزاء من العهد الجديد، كما أننا نقدر أن نجمع أجزاء كثيرة من العهد الجديد من اقتباسات الكتاب المسيحيين الأولين"
ويعود الكثير من هذه المخطوطات للعهد الجديد إلى القرون الأولى للمسيحية - ويمكن أن نفرد لدراسة المخطوطات دراسة مستقلة - وجميعها تؤكد على صدق الكتاب الذي بين أيدينا.
2. صحيح علميا:
تحدث الكتاب المقدس عن بعض الحقائق العلمية والتي لم يستطع العلم اكتشافها إلا بعد قرون طويلة مثل:
الأرض كروية إشعيــــاء 40 : 22
دورة الماء في الطبيعة أيــوب 36 : 27 ، 28 ، جامعة 1 : 6 ، 7 و 11 : 3 ، عاموس 9 : 6
الأرض مثبتة في مكانها بقوة غير مرئية (قوة الجاذبية الأرضية) أيـــــوب 26 : 7
الدم البشري واحد بين كافة الأمم والشعوب أعمال 17 : 26
ضرورة عزل المرضى بأمراض معدية لاويين 13 : 46
ضرورة التخلص من فضلات الإنسان التثنية 23 : 12 ، 13
كيف تفسر أن الكتاب المقدس تحدث عن حقائق علمية قبل أن يكتشفها العلماء بمئات السنين؟
هل تستطيع أن تجد أي آيات كتابية تتعارض مع العلم الحديث؟ (لقد حاول أعداء الكتاب أن يجدوا ما يناقض العلم في الكتاب وقالوا كيف يقول الكتاب أن الأرض كروية بينما هي في حقيقة الأمر – حسب الاعتقاد القديم – مسطحة وممدودة ، ومضت الأيام وصعد الإنسان إلى الفضاء وقام بتصوير الأرض فوجدها كما قال الكتاب نماماً،ومرة أخرى قالوا كيف تثبت الأرض على لا شئ فهي مثبتة على قرني ثور ضخم أو مثبتة عن طريق الجبال – حسب الاعتقاد القديم – ومضت القرون وتم اكتشاف قانون الجاذبية ورأينا بعيوننا ما قاله الكتاب أن الأرض معلقة في السماء على لا شئ بواسطة قوانين الجاذبية. ونستطيع أن نذكر الكثير من الأمثلة المشابهة)
3. صحيح تاريخياً:
هل أكد علم الحفريات على صحة أحداث الكتاب المقدس؟ نعم فقد أثبتت الحفريات صدق الكتاب الكامل ، وقد وجد علماء الحفريات الكثير من حفريات بعض الشعوب القديمة مثل الحثيين والتي لم تكن معروفة قبلاً إلا من خلال الكتاب المقدس ، ووجدوا فلك نوح بنفس أبعاده فوق جبل أراراط ، ووجدوا لوح موآب وقصته الشهيرة،والكثير غيرها وقد قال في هذا عالم الاثار نلسون جلويك (ونقله روبرتس في كتابه): "لم يحدث اكتشاف اثري واحد ناقض ما جاء في الكتاب المقدس. إن التاريخ الكتابي صحيح تماماً بدرجة مذهلة، كما تشهد بذلك الحفريات والآثار".
كما أننا نجد أن جميع الشخصيات ، والأماكن، والشعوب ، والأسماء، والأحداث التاريخية التي ذكرها الكتاب هي صحيحة تماماً ومثبته تاريخياً، وقد تحدثت الشعوب القديمة عن الكثير من حوادث الكتاب المقدس مثل الخليقة والطوفان وبرج بابل، فعلى أي شئ يؤكد هذا؟
ومن المستحيل أن يدعي شخصاً تحريف الإنجيل ويقدم دليلاً على ذلك فلا يستطيع أي مدعي أن يجيب على هذه الأسئلة: متى حرف الإنجيل؟ من حرف الإنجيل؟ أين حرف الإنجيل؟ لماذا حرف الإنجيل؟ لو حرفت كلمة الله ، لماذا لم يمنع الله هذا التحريف؟
فالسؤال الأول مستحيل الإجابة إليه لأنه توجد لدينا مخطوطات قديمة جداً للكتاب المقدس والآلاف من اقتباسات الآباء منه كما تشهد الكتابات القديمة له. والسؤال الثاني مستحيل الإجابة عليه لأنه لا توجد مصلحة لأحد في هذا التحريف، ولو حرفه اليهود لكانوا قد استبعدوا الآيات التي تسئ إليهم وتذكر أعمالهم الشريرة في حق الله و الأنبياء ولحذفوا أخطاء الأنبياء. ولو حرفه المسيحيون لحذفوا الإهانات التي وجهت للسيد المسيح، ولاستغل اليهود هذه الفرصة وشهدوا عليهم لأنهم كانوا موجودين في هذه الفترة.والسؤال الثالث مستحيل الإجابة عليه لأنه لم تمض سوى سنوات قليلة من البشارة بالإنجيل وكان الإنجيل قد انتشر في أغلب مناطق العالم القديم ومن المستحيل أن تجمع كل هذه المخطوطات من أنحاء العالم لتحريفها. ومن المستحيل الإجابة على السؤال الرابع لأنه لا يوجد سبب واحد يدعو المسيحيين أو اليهود لتحريف الكتاب المقدس الذي سفكوا دمائهم من أجل الحفاظ على الإيمان الموجود به.
وتأتي الحقيقة الأخيرة أن كلمة الله لا تحرف لأن الله هو الذي يحفظها عبر الزمان وحاشا لله العظيم القدرة أن يترك كلمته للتحريف. فكل شخص يدعي تحريف الكتاب المقدس إنما يفتري في المقام الأول على الله له كل المجد والقدرة والعزة.
لقد دافع الفخر الرازي (543-606هـ)، أحد مشاهير أئمة الإسلام عن صحة الكتاب المقدس وسلامة نصّه، فقال 327: "كيف يمكن التحريف في الكتاب الذي بلغت آحاد حروفه وكلماته مبلغ التواتر المشهورة في الشرق والغرب؟ وكيف يمكن إدخال التحريف في التوراة مع شهرتها العظيمة بين الناس؟.. إن الكتاب المنقول بالتواتر لا يتأتى تغيير اللفظ، فكل عاقل يرى أن تغيير الكتاب المقدس كان متعذّراً لأنه كان متداولاً بين أناس كثيرين مختلفي الملل والنحل. فكان في أيدي اليهود الذين كانوا متشتتين في أنحاء الدنيا، بل كان منتشرا بين المسيحيين في أقاصي الأرض.."
عزيزي، وقد تأكدت الآن من استحالة تحريف الكتاب المقدس ، وتعرفت على قوته وسلطانه فهل تبدأ في قراءته ودراسته بانتظام؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق